بكائية لهارون الرشيد
صفحة 1 من اصل 1
بكائية لهارون الرشيد
بكائية لهارون الرشيد | ||
| عبد الرحمن بريك – الفيوم – مصر | |
بلغت الدولة الإسلامية في عهد هارون الرشيد أقصى اتساع لها، حتى إنه كان ينظر من شرفة قصره على نهر دجلة ببغداد -التي كانت- إلى السحابة المارة فوقه ويقول لها: شرقي أو غربي وأمطري حيث شئت؛ فسيأتيني خراجك... أما اليوم...!! ( 1 ) غيــــم ٌ... وهارون الرشيد يطل من شرفات قصر التيه... يبكي نشوة الماضي... ويذبل في الصقيع وعساكر الإفرنج –كالطاعون– قد ملئوا الأزقة والدروب و"أسماءٌ" تشق نطاقها لا تذهبي للغار... لن تجدي الرسول ولا أباك... وإنما...أقعى هناك بنو النضير... يبتسمون في صلفٍ... فهارون ٌ يبيع الأرض واحدة... فواحدة وليس هناك "حطين"... ولا "عمر"... ولا سيف يذود عن التراب يا أغنـيات النــــار "بوش" هنا يشــرب من نيلنـا المــدرار فالـروم لم تـذهـب ............. ( 2 ) غيـــم... أيا غيمٌ... تمهل... لا تفــارق لا تتجـــه نحـو المشـارق أي شــرق تبتغي؟ هـل شـرق "هولاكـو"؟ و"هولاكـو" على التلفاز يشرب بحر "قزوين" ويضحك ثم يضحك... هازئاً منا... ومن عُصُرٍ تولت بين أحضان الدفاتر نستعيد صحائف الماضي... ونبكي... وهو يضحك ثم نبكي "الباهلي" على أبواب سور الصين قد ولت جحافله... وغابت لم يبق منها... غير ذكرى تنتحب يا أمــة للعــــــار يا عزنــا الذاهـــب فـليجــرف التيــــار إيماننـــا الكـــاذب ............. ( 3 ) غيـــمٌ... أيا غيمٌ... توقف... لا تغادر لا تتجـــه صـوب المغــارب لم يبـق "أندلــسٌ"... فصقر قريش قـد لانت مخالبــه... وصــار الآن يشرب من كؤوس الروم.. ينظر نحــو "قرطبة"... ويبكي: "يا زمان الوصل بالأندلسِ" يبيع "البيتزا" و"الكافيار" في أسواق "غرناطة" ينطق لهجة أخــرى ينسى بيعة الرضوان... ينسى ثأر عثمان... والحسين... وكربلاء يا أمـة ضحكــــت في حــالك النــــوبِ ............ ( 4 ) يا أيهــا الغيـم المســافر لا تشـــرق... لا تغـــرب... لا تغـادر لم يعـد شرق لنا... لم يعـد غرب لنا لم تعـــد أرض لنــا.. فبنو النضير -على دروب القــدس- قـد نصبوا المشـانق أحرقوا زيتون "غــزة" فلمن ستمطر أيها الغيــم المســافر؟ ليس فينا من سيحصــد... ليس فينا من يغامــر فلمن ستمطر أيهــا الغيـم المسـافر؟ لمن ستمطر أيهــا الغيــم المسـافر؟! |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى