محبطات الأعمال- الشيخ خالد عبد الله

من طرف **أبو رافع** 22/1/2008, 17:04

صور محبطات الأعمال محبطات الأعمال- الشيخ خالد عبد الله Ed-1.psd

هناك أشياء تحبط ما نقدمه لله تبارك وتعالى من زاد ينفعنا فى قبورنا وينفعنا يوم لقاء الله تبارك وتعالى، ونبدأ حديثنا بكلمة "عبد الله بن مسعود" ـ رضى الله عنه ـ الذي قال: "إذا سمعت يأيها الذين أمنوا فأصغ لها سمعك".

أي أنك من المفترض أن تقول كل يوم رضيت بالله ربًا وبالأسلام دينًا وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبيًا ورسولاً، وتؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، فالله بهذا النداء يسترعى انتباهك، إما أن يدلك الله على خير تتقرب به إليه، وإما أن ينهاك الله عن شر يغضبه تبارك وتعالى عليك، فقد قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ".
سورة "محمد" الآية (33).

لذا فعلينا أن نسأل دائمًا عن الأشياء التي تبطل الأعمال، فأنا أصلى وأصوم وأزكى وأحج وأعتمر لكن كل المشكلة أن هناك شيئًا مهمًا وهو "علامة القبول"، فقضية القبول هى القضية التى تشغلنا، لذلك كان أحد السلف الصالح يقول: "كنا لقبول العمل أشد اهتمامًا من العمل" ولكننا لا نملك ضمانًا على قبول العمل، إلا أن هناك مواصفات إذا اتبعناها يمكننا أن نضمن قبول الأعمال ومن هذه المواصفات الإخلاص والمتابعة، أن يخلص الإنسان في عمله لله سبحانه وتعالى لايريد به شرك ولايريد شهرة ولا ما شابه ذلك، ثم أن يكون متبعًا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو متبعًا الخلفاء الراشدين كما قال النبى: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ".
رواه "أحمد" في مسنده.

صور محبطات الأعمال:
ومن أهم الأمور التي تصل بالإنسان إلى محبطات الأعمال:
o كراهية ما أنزل الله تبارك وتعالى مثل كره تحريم الخمر.
o سوء الأدب مع النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتهكم على سنته وسنة أصحابه.
o ترك الصلاة جحودًا بها وإنكارًا لها، فالعهد الذي بيننا وبين أصحاب الكتاب هو الصلاة فمن تركها فقد كفر.
o استخدام المال في معصية الله والتبذير والإسراف كل هذا من سوء استخدام.
o المَنِّ على الناس، فالصدقة التي تقدمها وترجو أن تكون في ظلها يوم القيامة قد يضيع ثوابها لأنك مننت بعدها، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
سورة "البقرة": الآية (264).
o الردة عن الدين تحبط العمل، فالله تعالى يقول: "وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".
سورة "البقرة": الآية (217).
فالردة هي الشرك والشرك محبط للإعمال، يقول تعالى: "وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ".

إن محبطات الأعمال عديدة وكثيرة، فيجب أن نحرص جيدًا على العلم بها لنتجنب الوقوع فيها حتى لا تحبط أعمالنا.

الشيخ "خالد عبد الله"