خاتمة في تحصيلِ ثَمَرَاتِ العِلْمِ النافِعَةِ

من طرف **أبو رافع** 21/1/2008, 22:35

واجْتِناءِ قُطوفِهِ الدَّانِيَةِ اليانِعَة

وَحَاصِلُ العِلْم ما أُمْلِي الصِّفَاتِ iiلَهُ فَأَصْغِ سَمْعَكَ واسْنَتْصِتْ إلَى iiكَلِمِي
وَذَاكَ لَا حِفْظَكَ الفُتْيَا iiبِأحْرُفِهَا وَلَا بِتَسْوِيدِكَ الْأَوْرَاقَ iiبِالْحُمَمِ
وَلَا تَصَدُّر صَدْرَ الْجَمْع iiمُحْتَبِيًا تُمْلِيهِ لَمْ تَفْقَهِ الْمَعْنِيَّ بالكَلِمِ
ولا العِمَامَة إذْ تُرخَى iiذُؤابَتُها تَصَنُّعًا وخِضاب الشيْبِ iiبالْكَتَمِ
ولا بِقَوْلكَِ يعني دائبًا iiونَعَمْ كَلا ولا حَمْلكَ الأسْفارَ iiكالْبُهُمِ
ولا بِحَمْلِ شهاداتٍ iiمُبَهْرَجَةٍ بِزُخْرُفِ القَوْلِ مِن نَثْرٍ iiومُنْتَظِمِ
بلْ خَشْيَة اللهِ في سِرٍّ وفِي iiعَلَنٍ فاعْلَمْ هيَ العِلْمُ كلَّ العِلْمِ iiفالْتَزِمِ
فَلْتعْرِف اللهَ ولْتَذْكُرْ iiتَصَرُّفَهُ ومَا عَلى عِلْمِهِ قد خَطَّ iiبالقَلَمِ
وحَقَّهُ اعْرِفْ وقُمْ حَقًّا iiبِمُوجبِهِ ومَنْهَجَ الْحَقِّ فَاسْلُكْ عَنْهُ غَيْرَ iiعَمِي
أشْقَى وأسْعَدَ مُخْتَارًا أضَلَّ iiهَدَى أدْنى وأبْعَدَ عَدْلا مِنْهُ فِي iiالقسَمِ
أوْحَى وأرْسل وصَّى آمِرا iiونَهَى أَحَلَّ حَرَّمَ شَرْعًا كَامِلَ الْحِكَمِ
يُحِبُّ الِاحْسَانَ والعِصْيانَ iiيَكْرَهُهُ والْبِرَّ يَرْضاهُ معْ سُخْطٍ لِحُرْمِهِمِ
بِمُقْتَضَى دِينِ فِي الدّارَيْنِ iiمُطَّرِدٍ لا ظُلْمَ يَخْشَى ولا خَيْرٌ iiبِمُنْهَضِمِ
فاعْمَلْ عَلى وَجَلٍ وادْأَبْ إلَى iiأجَلٍ واعْزِلْ عن اللهِ سُوءَ الظنِّ iiوالتُّهَمِ
للشَّرْعِ فانْقَدْ وسَلِّمْ لِلقَضَاءِ iiولَا تُخَاصِمَنَّ بِه كالْمُلْحِدِ الْخَصِمِ
وبالْمَقادِيرِ كُنْ عَبْدًا iiلِمَالِكِهِ وعابِدًا مُخْلِصًا فِي شَرْعِهِ iiالقِيَمِ
إيَّاهُ فاعْبُدْ وإيَّاهُ اسْتَعِنْ فَبِذَا تَصِلْ إليْهِ وإلا حُرْتَ فِي iiالظُّلَمِ
وخُذْ بالَاسْبابِ واسْتَوْهِبْ iiمُسَبِّبَها وثِقْ بِهِ دُونَها تُفْلِحْ ولَمْ iiتُضَمِ
بالشَّرْعِ زِنْ كُلَّ أمْرٍ ما هَمَمْتَ iiبِهِ فإنْ بَدَا صالِحًا أقْدِمْ ولا iiتَجِمِ
أخْلِصْهُ واصْدُقْ أصِبْ واهْضِمْ فَذِي شُرِطَتْ فِي صالِحِ السَّعْيِ أوْ فِي طَيِّبِ الكَلِمِ
أخْلِصْهُ للهِ واصْدُقْ عازِمًا iiوأصِبْ صِرَاطَهُ واهْضِمَنَّ النّفْسَ iiتَنْهَضِمِ
لا تُعْجَبَنَّ بِهِ يُحبَطُ ولا iiتَرَهُ في جانبِ الذنْبِ والتقْصِيرِ iiوالنِّعَمِ
وحيثُ كانَ مِن النّهْيِ اجْتَنِبْهُ iiوإنْ زَلَلْتَ تُبْ منهُ واسْتَغْفِرْ معَ iiالنَّدَمِ
وَأَوْقِفِ النفْسَ عندَ الأمرِ هلْ فَعَلَتْ والنّهْيِ هلْ نَزَعَتْ عن موجِبِ iiالنّقَمِ
فإنْ زَكَتْ فاحْمَدِ الْمَوْلَى iiمُطَهِّرَها ونِعْمَةَ اللهِ بالشُّكْرانِ iiفاسْتَدِمِ
وإنْ عَصَتْ فاعْصِها واعْلَمْ iiعَدَاوَتَها وحَذِّرَنْها وُرُودَ الْمَوْرِدَ iiالوَخِمِ
وانْظُرْ مَخازِي الْمُسِيئينَ التي iiأُخَذُوا بِها وحَاذِرْ ذُنوبًا مِن عِقابِهِمِ
والْزَمْ صِفاتِ أولِي التّقوَى الذينَ iiبِها عَلَيْهم اللهُ أثْنَى واقْتَدِهْ iiبِهِمِ
واقْنُتْ وبينَ الرَّجَا والْخَوْفِ قُمْ iiأبَدًا تَخْشَى الذنُوبَ وتَرْجُو عَفْوَ ذَي الكَرَمِ
فالخوفُ ما أوْرَثَ التقوَى وحَثَّ iiعَلى مَرْضاةِ رَبِّي وهَجْرِ الإِثْمِ iiوالأَثَمِ
كَذا الرَّجَا ما عَلى هذا يحِثُّ iiلِتَصْ دِيقٍ بِمَوْعودِ رَبِّي بالْجَزَا iiالعَظِمِ
والْخَوْفُ إنْ زادَ أفْضَى لِلْقُنُوطِ iiكَمَا يُفْضِي الرَّجاءُ لأَمْنِ الْمَكْرِ iiوالنِّقَمِ
فَلا تُفَرِّطْ ولا تُفْرِطْ وكُنْ iiوَسَطًا وَمِثْلَ مَا أمَرَ الرَّحْمَنُ iiفاسْتَقِمِ
سَدِّدْ وقارِبْ وأَبْشِرْ واسْتَعِنْ iiبِغُدوْ وٍ والرّواحِ وأَدْلِجْ قاصِدًا iiودُمِ
فمِثْل ما خَانَتِ الكسْلانَ iiهِمَّتُهُ فَطَالَمَا حُرِمَ الْمُنْبَتُّ بالسَّأَمِ
ودُمْ عَلى البَاقِياتِ الصَّالِحاتِ iiوحَوْ قِلَنْ واسْأَلِ اللهَ رِزْقًا حُسْنَ iiمُخْتَتَمِ
واضْرَعْ إلى اللهِ في التَّوْفِيقِ iiمُبْتَهِلًا فَهو الْمُجِيبُ وأهْلُ الْمَنِّ iiوالْكَرَمِ
يا رَبِّ يا حيُّ يا قيومُ iiمَغْفِرَةً لِمَا جَنَيْتُ مِنَ العِصْيانِ iiواللَّمَمِ
وامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا يُرْضيكَ واقْضِهِ iiلِي مِنِ اعْتِقادٍ ومِنْ فِعْلٍ ومِنْ iiكَلِمِ
وأَعْلِ دينَكَ وانْصُرْ ناصِريهِ iiكَمَا وَعَدْتَهُمْ ربَّنا فِي أصْدَقِ iiالكَلِمِ
واقسِمْ بِبَأْسِكَ رَبِّي حِزْبَ iiخاذِلِهِ ورُدَّ كَيْدَ الأعادِي فِي iiنُحُورِهِمِ
واشْدُدْ عَليْهِمْ بِزِلْزَالٍ iiودَمْدَمَةٍ كمَا فَعَلْتَ بأهْلِ الْحِجْرِ فِي iiالقِدَمِ
واجْعَلْهُمُو رَبَّنا لِلْخَلْقِ مَوْعِظَةً وعِبْرَةً يا شَديدَ البَطْشِ iiوالنِّقَمِ
ثم الصَّلاةُ عَلى الْمَعْصومِ مِنْ iiخَطَأٍ مُحَمَّدٍ خَيْرِ رُسْلِِ اللهِ iiكُلِّهِمِ
والآلِ والصَّحْبِ ثمَّ التابعينَ iiلَهُمْ وتَمَّ نَظْمِي بِحَمْدِ اللهِ ذِي iiالنِّعَمِ

************************